spot_img

ذات صلة

أمريكا تشن ضربات جوية ومدفعية ضد داعش في سوريا

شنت القوات الأمريكية سلسلة من الضربات الجوية والمدفعية المكثفة والدقيقة ضد مواقع تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، في عملية عسكرية نوعية وصفت بـ«عين الصقر»، تهدف إلى تقويض قدرات التنظيم المتبقية ومنع عناصره من إعادة تنظيم صفوفهم في المناطق الصحراوية والنائية.

تفاصيل العملية العسكرية

أفادت التقارير الميدانية بأن القوات الأمريكية، العاملة ضمن إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، نفذت قصفاً مركزاً استهدف مخابئ وأنفاقاً يستخدمها عناصر التنظيم كمنطلق لشن هجمات مباغتة. وقد جمعت العملية بين القوة النارية للمدفعية الثقيلة والدقة العالية للضربات الجوية، مما يعكس استراتيجية عسكرية تعتمد على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة لرصد تحركات الخلايا النائمة.

السياق العام والخلفية التاريخية

لفهم أهمية هذه الضربات، يجب النظر إلى السياق التاريخي للصراع في المنطقة. فمنذ إعلان القضاء الجغرافي على «دولة الخلافة» المزعومة في مارس 2019 بعد معركة الباغوز، تحول تنظيم «داعش» من كيان يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق إلى تنظيم يعتمد على حرب العصابات. لجأ التنظيم إلى البادية السورية والمناطق الوعرة للاختباء، معتمداً على استراتيجية «الذئاب المنفردة» والخلايا الصغيرة لشن هجمات خاطفة ضد القوات المحلية والمدنيين.

أهمية الحدث وتأثيره الاستراتيجي

تحمل هذه الضربات دلالات استراتيجية هامة على عدة أصعدة:

  • على الصعيد الأمني: تؤكد هذه العمليات استمرار التزام الولايات المتحدة والتحالف الدولي بمهمة «الهزيمة الدائمة» لداعش، وتوجيه رسالة حازمة بأن فقدان التنظيم للسيطرة المكانية لا يعني توقف الملاحقة العسكرية لعناصره.
  • على الصعيد الإقليمي: يساهم استمرار الضغط العسكري في منع التنظيم من استغلال أي فجوات أمنية قد تنشأ نتيجة التوترات الجيوسياسية في المنطقة، مما يعزز من استقرار المناطق المحررة ويحمي السكان المحليين من عودة سطوة الإرهاب.
  • الدعم الدولي: تعكس العملية التنسيق المستمر بين القوات الأمريكية وشركائها المحليين، مثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لضمان عدم عودة التنظيم لتهديد الأمن والسلم الدوليين.

وفي الختام، تشير عملية «عين الصقر» إلى أن الحرب ضد الإرهاب في سوريا قد دخلت مرحلة جديدة تعتمد على العمليات الاستباقية والاستخباراتية، لضمان عدم تكرار سيناريو عام 2014، وللحفاظ على المكتسبات الأمنية التي تحققت بفضل تضحيات كبيرة على مدار السنوات الماضية.

spot_imgspot_img