في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة لاحتواء الأزمة المتصاعدة، كشفت مصادر دبلوماسية عن ملامح مقترح أمريكي جديد يتضمن 3 مسارات رئيسية لإنهاء الحرب في السودان، والتي تهدف إلى وضع حد للنزاع المسلح المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ومعالجة التداعيات الإنسانية والسياسية الخطيرة التي خلفتها المعارك.
تفاصيل المسارات الثلاثة للمقترح الأمريكي
يرتكز المقترح الأمريكي على نهج شامل يحاول تفكيك الأزمة المعقدة عبر ثلاث مراحل متوازية ومترابطة:
- المسار الأمني والعسكري: يركز هذا المسار على الوصول إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، يتضمن آليات مراقبة فعالة لضمان التزام الطرفين، وسحب المظاهر العسكرية من المناطق المدنية والمرافق الحيوية.
- المسار الإنساني: يعتبر هذا المسار أولوية قصوى لواشنطن والمجتمع الدولي، حيث ينص على فتح ممرات آمنة غير مشروطة لتوصيل المساعدات الإغاثية والطبية للمتضررين في مناطق النزاع، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.
- المسار السياسي: يهدف إلى استئناف العملية السياسية الانتقالية، وتشكيل حكومة مدنية بصلاحيات كاملة لإدارة البلاد، مع استبعاد العسكريين من المشهد السياسي المستقبلي، وهو المطلب الذي طالما نادت به القوى المدنية السودانية.
خلفية الصراع وتطورات الأزمة
تأتي هذه التحركات الأمريكية في وقت يمر فيه السودان بمنعطف تاريخي خطير منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023. وقد بدأ النزاع كخلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وسرعان ما تحول إلى حرب شاملة دمرت البنية التحتية للعاصمة الخرطوم وامتدت إلى ولايات دارفور والجزيرة وكردفان. وقد فشلت العديد من الهدن السابقة التي رعتها منصة جدة (بوساطة سعودية أمريكية) في الصمود طويلاً، مما استدعى تغيير الاستراتيجية الدولية للتعامل مع الملف.
التداعيات الإنسانية والمخاوف الدولية
تستند الضرورة الملحة لهذا المقترح إلى تقارير الأمم المتحدة التي تصف الوضع في السودان بأنه “أكبر أزمة نزوح في العالم”. حيث تشير الإحصائيات إلى فرار ملايين السودانيين من منازلهم، سواء كنازحين داخلياً أو لاجئين في دول الجوار مثل مصر وتشاد وجنوب السودان. كما تحذر المنظمات الدولية من شبح مجاعة يهدد الملايين نتيجة تعطل المواسم الزراعية ونهب مستودعات الغذاء.
الأهمية الإقليمية والدولية للتحرك الأمريكي
يحمل المقترح الأمريكي أهمية استراتيجية تتجاوز الحدود السودانية؛ فاستمرار الحرب يهدد بزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر بأكملها. وتخشى واشنطن والقوى الإقليمية من تحول السودان إلى بؤرة للجماعات المتطرفة أو ساحة لتصفية الحسابات الدولية، مما يجعل إنجاح هذه المسارات الثلاثة ضرورة للأمن والسلم الدوليين، وليس فقط لمصلحة الشعب السوداني.


