spot_img

ذات صلة

إغلاق مطار فيلنيوس بسبب مناطيد التهريب من بيلاروسيا

أعلنت السلطات الليتوانية عن تعليق مؤقت لعمليات الطيران في مطار فيلنيوس الدولي، وذلك في إجراء احترازي عاجل استجابةً لرصد أجسام طائرة غير مصرح بها في المجال الجوي المحيط بالمطار. وقد تبين لاحقاً أن هذه الأجسام هي عبارة عن مناطيد تُستخدم عادة في عمليات التهريب عبر الحدود، قادمة من الجارة بيلاروسيا، مما استدعى تفعيل بروتوكولات السلامة الجوية القصوى لضمان أمن المسافرين والطائرات.

تفاصيل الحادثة وتهديد سلامة الطيران

جاء قرار الإغلاق المؤقت بعد أن رصدت أنظمة المراقبة الجوية وجود مناطيد تحلق على ارتفاعات قد تتداخل مع مسارات هبوط وإقلاع الطائرات. وعلى الرغم من أن هذه المناطيد بدائية الصنع، إلا أنها تشكل خطراً حقيقياً على محركات الطائرات وهياكلها في حال الاصطدام بها. وتُحمل هذه المناطيد عادةً بشحنات من السجائر المهربة أو مواد أخرى غير قانونية، ويتم إطلاقها من الجانب البيلاروسي مستغلة حركة الرياح لتجاوز السياج الحدودي والوصول إلى الأراضي الليتوانية، حيث يتم تتبعها عبر أجهزة تحديد المواقع (GPS) لاستلامها من قبل المهربين.

السياق الجيوسياسي والتوترات الحدودية

لا يمكن فصل هذه الحادثة عن السياق العام للتوترات المتصاعدة بين ليتوانيا (العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو) وبيلاروسيا. فمنذ سنوات، تشهد الحدود المشتركة بين البلدين حالة من الاستنفار الأمني المستمر. وتتهم فيلنيوس نظام مينسك بشن "حرب هجينة" ضدها، تضمنت في السابق تسهيل عبور المهاجرين غير الشرعيين للضغط على الاتحاد الأوروبي، وتطورت الآن لتشمل غض الطرف أو حتى تسهيل عمليات التهريب باستخدام تقنيات منخفضة التكلفة مثل المناطيد والدرونز.

تطور أساليب التهريب وتحديات الأمن القومي

يُعد استخدام المناطيد الجوية لتهريب البضائع تطوراً لافتاً في أساليب الجريمة العابرة للحدود في منطقة البلطيق. يلجأ المهربون لهذه الوسيلة لأنها صامتة، ويصعب أحياناً رصدها بواسطة الرادارات التقليدية المصممة لكشف الطائرات المعدنية الكبيرة، كما أنها تتجاوز الحواجز المادية والجدران التي شيدتها ليتوانيا على طول حدودها. هذا التكتيك لا يستنزف موارد حرس الحدود فحسب، بل بات يهدد البنية التحتية الحيوية مثل المطارات، مما يضع السلطات الليتوانية أمام تحديات أمنية جديدة تتطلب حلولاً تقنية متطورة للرصد والاعتراض.

التأثير الاقتصادي وأهمية مطار فيلنيوس

يُعتبر مطار فيلنيوس البوابة الجوية الرئيسية لليتوانيا، وأي تعطل في عملياته يلقي بظلاله على حركة النقل والاقتصاد المحلي. يؤدي تحويل الرحلات أو تأخيرها إلى تكاليف تشغيلية إضافية لشركات الطيران وإرباك لخطط المسافرين. وتؤكد هذه الحادثة على ضرورة تعزيز التعاون الدولي والأوروبي لحماية الأجواء الشرقية للاتحاد الأوروبي، ليس فقط من التهديدات العسكرية التقليدية، بل أيضاً من المخاطر غير التقليدية التي تفرزها الأنشطة غير القانونية على الحدود.

spot_imgspot_img