spot_img

ذات صلة

هيثم طبطبائي: القائد البارز بحزب الله الذي اغتالته إسرائيل

في تصعيد جديد للتوتر على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، استهدفت غارة إسرائيلية القيادي العسكري البارز في حزب الله، هيثم علي طبطبائي، في ضاحية بيروت الجنوبية، مما أدى إلى مقتله. وتأتي هذه العملية في سياق حرب الظل الممتدة بين إسرائيل وأذرع إيران في المنطقة، والتي شهدت تصاعداً ملحوظاً منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023.

وفقاً لمصادر إسرائيلية، استهدفت الغارة ما وصفته بـ “منزل آمن” في منطقة حارة حريك، معقل حزب الله في بيروت. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن طبطبائي كان شخصية عملياتية محورية، ويُعد الرجل الثاني من حيث الأهمية العملياتية داخل الحزب. من جانبها، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول رفيع المستوى أن واشنطن لم تُبلّغ مسبقاً بالعملية، وعلمت بها بعد وقوعها، رغم إدراكها أن إسرائيل كانت تستعد لتصعيد عملياتها العسكرية في لبنان.

من هو هيثم طبطبائي؟

يُعرف هيثم علي طبطبائي، الملقب بـ “أبو علي”، بأنه أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله. وُلد لأب إيراني وأم لبنانية، وكان يقيم في لبنان. صعد طبطبائي في الرتب العسكرية داخل الحزب ليصبح شخصية ذات نفوذ واسع، حيث تولى قيادة قوات النخبة (قوة الرضوان) على مدى السنوات الأخيرة، وهي الوحدة المسؤولة عن العمليات الهجومية الخاصة.

لم يقتصر دوره على الساحة اللبنانية، بل امتد ليشمل إدارة ملفات عسكرية حساسة في المنطقة، أبرزها في سوريا واليمن، مما يعكس الثقة الكبيرة التي كان يحظى بها من قيادة الحزب والحرس الثوري الإيراني. وفي العام الماضي، عمل بشكل وثيق مع القيادي محمد حيدر على إعادة تأهيل وتعزيز القدرات العسكرية لحزب الله. ونتيجة لنشاطاته، أدرجت الولايات المتحدة اسمه على قائمة المطلوبين، ورصدت مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

السياق العام وتداعيات الاغتيال

يأتي اغتيال طبطبائي في وقت حرج، حيث تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلاً شبه يومي لإطلاق النار منذ أكثر من ثمانية أشهر. وتعتبر هذه العملية ضربة موجعة لهيكل القيادة العسكرية في حزب الله، وتأكيداً على القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية في الوصول إلى أهداف عالية القيمة في عمق الأراضي اللبنانية.

على الصعيد المحلي، يزيد هذا الاغتيال من مخاطر انزلاق لبنان إلى حرب واسعة النطاق، وهو ما تحذر منه أطراف دولية وإقليمية. أما على المستوى الإقليمي، فإن العملية تمثل حلقة جديدة في الصراع المفتوح بين إسرائيل ومحور المقاومة الذي تقوده إيران. ومن المتوقع أن يسعى حزب الله للرد على هذه العملية للحفاظ على معادلات الردع، مما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد الذي يصعب التنبؤ بمدى اتساعه وتأثيراته على استقرار المنطقة بأكملها.

spot_imgspot_img