أكد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني أن العلاقات الثنائية التي تربط الجمهورية اليمنية بالمملكة العربية السعودية هي علاقات استثنائية ونموذجية، موثقة بمواقف تاريخية لا يمكن تجاوزها أو نسيانها. وأشار الوزير إلى أن الروابط بين البلدين الشقيقين تتجاوز حدود الجوار الجغرافي لتصل إلى عمق أواصر الأخوة، والدين، والدم، والمصير المشترك الذي يجمع الشعبين.
جذور تاريخية وروابط اجتماعية عميقة
تستند العلاقات اليمنية السعودية إلى إرث حضاري وتاريخي طويل، حيث تتداخل القبائل والعائلات على جانبي الحدود، مما شكل نسيجاً اجتماعياً واحداً عبر التاريخ. ولم تكن المملكة العربية السعودية مجرد جار لليمن، بل كانت دائماً العمق الاستراتيجي والسند الأول في مختلف المنعطفات السياسية والاقتصادية التي مر بها اليمن. وتأتي تصريحات وزير الأوقاف لتسلط الضوء على هذه الحقيقة الثابتة، مؤكداً أن المواقف السعودية تجاه اليمن لم تكن يوماً مرتبطة بمصالح آنية، بل نابعة من التزام أخلاقي وعربي أصيل تجاه أمن واستقرار اليمن ووحدة أراضيه.
الدور السعودي في دعم الشرعية والإنسانية
في سياق الأحداث الجارية، يبرز الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم الحكومة اليمنية الشرعية ومؤسسات الدولة، وذلك للحفاظ على هوية اليمن وعروبته في وجه التحديات الراهنة. ولا يقتصر هذا الدعم على الجانب السياسي والعسكري فحسب، بل يمتد ليشمل الجوانب التنموية والإنسانية بشكل واسع. حيث يُعد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، من أبرز الشواهد على حرص المملكة على تخفيف معاناة الشعب اليمني، من خلال تنفيذ مشاريع حيوية في قطاعات الصحة، والتعليم، والطاقة، والمياه في مختلف المحافظات اليمنية المحررة.
تنسيق مشترك في ملف الحج والعمرة
وبحكم اختصاص وزارة الأوقاف، نوه الوزير بمستوى التنسيق العالي والمستمر مع وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية. حيث تحرص المملكة سنوياً على تقديم كافة التسهيلات للحجاج والمعتمرين اليمنيين، وتذليل الصعاب أمامهم لأداء مناسكهم بيسر وسهولة، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد. ويعكس هذا التعاون الوثيق في الملف الديني والخدمي حرص القيادة السعودية على تمكين المواطن اليمني من أداء شعائره الدينية بكرامة واطمئنان، وهو ما يعد امتداداً لسلسلة المواقف الأخوية الصادقة.
أهمية استراتيجية للأمن الإقليمي
إن التأكيد على متانة هذه العلاقات يحمل دلالات استراتيجية هامة على المستويين الإقليمي والدولي؛ فاستقرار اليمن هو جزء لا يتجزأ من استقرار المملكة والمنطقة برمتها. وتؤكد هذه المواقف أن التحالف بين البلدين هو صمام أمان في مواجهة المشاريع الدخيلة التي تستهدف أمن الجزيرة العربية والملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.


